التمر يبعد شبح الشيخوخة ويحافظ على الرشاقة

في الصيف تتنوع الفواكه، ولكن يبقى سيدها الرطب بلا منازع بكل أنواعه وأصنافه، وهناك عشاق لأصناف معينة من الرطب.. وسبب ذلك العشق ليس الطعم ولا القهوة التي ترافقه، ولكنه مزيج من الفوائد الصحية المعجزة، أولها أن النخلة من إنتاج بيئتنا وأعتقد جازماً أن كل مجتمع يعيش في بيئة معينة فأفضل غذائه هو ما ينمو في تلك البيئة بشكل طبيعي.

عُرف التمر قبل الميلاد بمئات أو آلاف السنين في منطقة بابل بالعراق والخليج وشمال إفريقيا، وذكر التمر في الكتب المقدسة، وتعرفون أن النخل والرطب ذكرا في القرآن الكريم في ست وعشرين آية. وذكرت النخلة ضمن أشجار الجنة بالإضافة إلى الزيتون والرمان والعنب. كما ذكرت النخلة والتمر في أحاديث كثيرة منها ما يرغّب في تناول التمر ومنها ما يشير إلى أنه طعام متكامل.

أقسام التمر:
وهناك أطوار لنمو التمرة, تبدأ بالطلع ثم الخلال ويكون لونه أخضر ثم البسر ويتميز بلونه الأصفر أو الأحمر، ثم الرطب (منصف أو تام الترطيب)، ثم التمر وهو تام النضوج.
هناك أكثر من 450 نوعاً من التمور في العالم، تتميز المملكة بأنواع عدة ممتازة، تتوزع هذه الأنواع على مناطق المملكة، ولكن لا يوجد حصر دقيق لجميع هذه الأنواع، بل إن هناك أنواعاً جديدة بدون أسماء ويسميها أهلها نبتة.

الفوائد الغذائية للتمر:
يذكر الدكتور سالم الشويمان في كتابه "التمر غذاء وصحة" فوائد التمر ومن أهمها:
1- مصدر للطاقة لاحتوائه على نسبة من السكريات خصوصا الفركتوز (سكر الفاكهة).
2- احتواؤه على بروتينات نباتية ممتازة بسيطة وسهلة الهضم.
3- يحتوي على العديد من الفيتامينات ومنها أ، ب1، ب2، ج والبيوتين والريبوفلاتين وغيرها.
4- مفيد لعلاج فقر الدم لاحتوائه على كمية جيدة من الحديد.
5- به جميع المعادن المهمة للجسم وبالأخص الجهاز العصبي. ومن أبرز تلك المعادن البوتاسيوم والفوسفور والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم، والعناصر الثلاثة الأولى توجد في التمر بنسب عالية لا تساويها أي فاكهة طازجة أخرى في العموم.
6- يقوي الرحم أثناء الولادة لاحتوائه على هرمون "بيتوسين" الذي له خاصية تنظيم الطلق.
7- يمنع الالتهابات لاحتوائه على مضادات حيوية ومضادات للروماتيزم.
8- يحوي نسبة جيدة من الألياف المفيدة في حركة الأمعاء والوقاية ومن الإمساك.
9- يحمي الأمعاء الغليظة من السرطان.
10- فاتح شهية.

فوائد صحية أخرى للتمر:
من عجائب التمر أنه قليل الفساد، بل إن السوس الذي يتكون داخله أحياناً يقضي على الميكروبات، بل إن التمر يفيد في علاج التسمم، ومن عجائبه أنه يمتص بطريقة منظمة في الجسم فلا يرفع السكر فجأة مما قد يسبب الإغماء، وذلك لوجود سكر الفركتوز الذي ذكرناه وبسبب الألياف، ولهذا يعتبر أفضل غذاء لإفطار الصائم.
الغريب في التمر أن جميع مركباته تمتص بسهولة ويستفيد منها الجسم بشكل أفضل من كثير من الأغذية والذي لا يمتص الألياف لكن فوائدها لا تحصى فهي تقلل الإمساك وتساعد مرضى القولون والأمعاء الغليظة.
ويعتبر الرطب من أكثر ثمار النباتات تغذية للبدن، فأكله قبل أي شيء يقتل الدود ويقوي العضلات والأعصاب، وهو مؤخر لظهور علامات الشيخوخة بإذن الله، يحارب القلق العصبي وينشط الغدة الدرقية ويلين الأوعية الدموية، يرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهابات، يقوي حجيرات الدماغ ويكافح الدوخة وزوغان البصر والتراخي والكسل ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى. منقوعه يفيد ضد السعال والتهاب القصبات الهوائية، أليافه تكافح الإمساك وأملاحه تعدل حموضة الدم التي تسبب حصى الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم، وهو من أفضل المقويات الجنسية بالذات إذا أكل مع الصنوبر حيث يحتوي التمر على كمية عالية من فيتامين "أ" كما يحتوي على الحامض الأميني " الارجنين" وكذلك الفوسفور وكلها مهمة في تكوين السائل المنوي والحيوانات المنوية.
إن احتواء التمر على نسبة عالية من المعادن مثل الماغنسيوم الذي يلعب دورا كبيرا في تهدئة أعصاب العضلات يجعل من التمر مادة ممتازة لتهدئة الأعصاب.
يوجد بالتمر بعض العناصر التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة جدا ولكنها مهمة جدا ومنها البورون، وأكثر ما يوجد في البرحي والسكري والصفري والخلاص والحمراء والعجوة، ويوجد عنصر السيلينيوم المضاد للأكسدة الذي يقلل فرصة تكون الخلايا السرطانية، وأكثر ما يوجد السيلينيوم في الصفري والبرحي ونبوت سيف والسكري والخلاص والسلج والمنيفي وعسيلة والرزيز.
السكري والسكري
يحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات تراوح ما بين (75 - 87%) يشكل الجلوكوز 55% منها، والفركتوز 45% وهذا التقارب في النسب نادر حصوله في الفواكه الأخرى. بعض مرضى السكر يعتقدون أن الرطب المكنوز بالذات نوع "الصقعي" هو أهون على مريض السكر، والجواب أن ذلك غير صحيح فالبسر ثم الرطب الطازج أكثر احتواء على الماء وسكره أقل، فكلما نضج الرطب قلت نسبة السكريات الثنائية وزادت السكريات الأحادية بالذات سكر الجلوكوز وهو سكر الدم، فهذه السكريات تتحلل بسهولة وترفع السكر في الدم. بناء على ذلك البسر أو المنصف أهون من الرطب أو المكنوز لمريض السكري، ويجب ألا يتناول مريض السكري تمر السكري لارتفاع نسبة الجلوكوز فيه.
التمر ومرضى الكلى
لا ننصح مرضى الكلى بتناول التمر بكل أصنافه وأنواعه إلا في حالات انضباط أملاح الدم عند التنقية الكلوية وتحت إشراف طبي دقيق، فهو يحتوي بعض المعادن بتركيزات عالية لا تتناسب مع الوضع الصحي لمريض الكلى بالذات الفشل الكلوي.

هل التمر يزيد الوزن؟
الجواب نعم.. إن كمية السعرات الحرارية في التمر أكثر من الضعف عند المقارنة بالموز، لهذا يجب التوازن في تناول التمر ولكن لا يستلزم التوقف عنه تماماً، ودائما أنصح بألا نقدم كمية كبيرة من الأصناف الجيدة، لأنه لو قدمت لي تلك الأصناف فسأنسى كل شيء، فلماذا نفتن المساكين ذوي الوزن الزائد، ثم نقول لهم لا تأكلوا؟!
هل كل التمور متساوية في العناصر الغذائية؟ الجواب لا، فالسكري مثلا يحتوي أعلى نسبة من الجلوكوز فهو على اسمه سكري، لهذا لابد من أن يمتنع عنه مرضى السكري، وهناك أنواع بها أحماض أمينية ودهنية بشكل أكبر من أنواع أخرى، كما أن هناك تموراً تحوي نسباً أعلى في الأنزيمات المحللة مثل أنزيم انفرتيز.